حب الشباب :
يعتبر من الأمراض الجلدية المزمنة ويصاب به حوالي 90% من الجنسين قبل سن العشرين بين ذوي البشرة الدهنية خاصة على مناطق الوجه والصدر والظهر.
أسباب ظهورها :
(أ) زيادة في نشاط الغدد الدهنية: نتيجة لأسباب متعددة ويلعب العامل الوراثي دورا رئيسيا في ذلك.
(ب) قفل مخارج الغدد الدهنية: ويؤدي ذلك إلى عدم تصريف الدهون إلى الخارج، حيث تتجمع في قنوات الغدد الدهنية. فإذا زادت الإفرازات فإن تلك القنوات تتفجر وتتجمع الدهنيات خارجها وتحت سطح الجلد.
(ج) تحلل الدهنيات تحت سطح الجلد: حيث تقوم أنواع معينة من البكتيريا (والتي تتعايش طبيعيا على الجلد ولا تؤدي في الأحوال العادية إلى ظهور حالات مرضية ) الدهنيات المتجمعة تحت سطح الجلد. وينتج عن ذلك التحلل مواد مهيجة تثير الجلد ويحدث نتيجة لذلك تفاعلات كيميائية تؤدي إلى ظهور حبوب الشباب بمراحلها المختلفة.
أنواع حب الشباب:
1/ بثور قليلة موزعة على الوجه أو على الصدر والظهر.
2/ قد تظهر على شكل أكياس دهنية تكون ظاهرة بدرجة كبيرة وملتهبة وعند عصر هذه الأكياس يخرج منها سائل أبيض متجمد نسبيا وذو رائحة كريهة، وتلك هي الدهون المتحللة تحت الجلد.
3/ قد تظهر حبوب الشباب على شكل موجات متعاقبة تبقى لمدة ثم تختفي. إذ تظهر المناطق التي كان يعلوها الحبوب صافية وخالية من أي أثر سابق، وقد تعاود نشاطها مرة أخرى ، وقد تترك ندبات واضحة على سطح الجلد أو تليف يؤدي إلى تشوهات بمكان الإصابة.
العوامل المساعدة :
1- العوامل الوراثية: ولها دور رئيسي إذ أن لدى بعض الأشخاص استعدادا لزيادة إفرازات الدهون نتيجة لعوامل وراثية تزيد من نشاط الغدد الدهنية. لذلك نلاحظ تواتر حبوب الشباب بين أفراد العائلات ذوي البشرة الدهنية.
2-الهرمونات :حيث أن لها أثرا مهما على تكوين حبوب الشباب خاصة الهرمونات المذكرة وهرمون الاستروجين. وهذا ما يفسر ظهور حبوب الشباب عند البلوغ، إذ يزداد إفراز تلك الهرمونات في هذه المرحلة.وتعمل الهرمونات على زيادة نشاط الغدد الدهنية وكذلك تعمل على زيادة سماكة قنوات الغدد الدهنية وترسب طبقة قرنية عليها. وبالتالي تؤدي إلى قفل قنوات الغدد الدهنية الذي ينتج عنه تجمع الدهنيات تحت سطح الجلد.
3- المواد الغذائية : ليس لها دور رئيسي على ظهور حبوب الشباب ولكن بعض أنواع الأطعمة مثل الأسماك والمكسرات والشكولاته والكولا وملح الطعام قد يكون لها أثر ثانوي أحيانا. ولكن يجب عدم المبالغة الزائدة في تأثير هذه المواد على حبوب الشباب.
4-الفيتامينات : قد يكون لفيتامين أ دور في المحافظة على الجلد وقنوات الغدد الدهنية. ولكن هذا الدور مشكوك فيه خاصة وأن العوامل التي تؤدي إلى ظهور حبوب الشباب لا يمكن تفاديها باستعمال جرعات مختلفة من فيتامين أ. إلا أنه ثبت بأن استعمال مركبات فيتامين أ الموضعية (أحماض الريتونك) تساعد على تخفيف حبوب الشباب وذلك بالتخلص من المواد الكيراتينيه التي تقفل فوهة الغدد الدهنية. وبالتالي تساعد على تصريف الدهون من تحت سطح الجلد. كما أن الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين ج و ب المركب وكذلك خلاصة الكبد، التي كانت تصرف بكميات كبيرة لعلاج حب الشباب لا تؤدي إلى نتيجة مثمرة.
5- البكتيريا: تلعب البكتيريا التي تتعايش في الظروف العادية على سطح الجلد دورا في ظهور حبوب الشباب، وذلك بواسطة أنزيماتها التي تحلل المواد الدهنية خاصة مادة "التراي جليسرايد" المتجمعة تحت الجلد. وكما ذكرت سابقا بأنه نتيجة لذلك التحلل تظهر حبوب الشباب بأشكالها المختلفة. وأود أن أشير هنا بأن تلك الجراثيم لا تسبب الالتهابات الجرثومية كما يحدث في حالة الحصف الجلدي أو الدمامل. فلو تتصرف الإفرازات الدهنية من تحت سطح الجلد، بحرية فإن حبوب الشباب لا تتكون رغم وجود تلك البكتيريا المسالمة. لذا فإن عمل تحاليل وزراعة إفرازات حبوب الشباب مضيعة للجهد والوقت والمال ولا مبرر له مطلقا.
6- التوترات:قد يكون للتوتر النفسي والإجهاد الجسماني والحياة الروتينية والسهر الكثير أثر أحيانا على حدة حبوب الشباب.
كما أن المثيرات الجنسية مثل الأفلام والصور والعادة السرية والتوتر الجنسي المستمر قد يكون له أثر كذلك.
7- مواد التجميل: مثل الكريمات والبودرة ومركبات التجميل المختلفة قد تلعب دورا في ظهور حبوب الشباب، وذلك بمنع خروج الدهنيات من تحت سطح الجلد. إذ تعمل هذه كطبقة أو ستار يحجز خروج تلك الدهنيات وتزيد بذلك من مضاعفات حبوب الشباب.
8- العبث بحبوب الشباب: إما بعصرها أو الفرك الدائم أو بعض العادات المتبعة أحيانا أثناء المذاكرة، وذلك بسند الوجه على راحة اليد. ويحدث ذلك أيضا أثناء الألعاب الرياضية القاسية مثل المصارعة، والإجهاد الجسمي المستمر. إن تلك لا تزيد من حدة الحبوب فحسب بل قد تترك آثارا وندبات وبالتالي إلى تشوه الوجه.
9- التعرض لأشعة الشمس: خاصة في فصل الصيف قد يكون له أثر واضح على سرعة اندمال حبوب الشباب وشفائها وذلك بفعل الأشعة الفوق بنفسجية الموجودة بأشعة الشمس، إلا أن الجو الرطب يكون له أثر عكسي.
10-العقاقير الطبية: مثل مركبات الايودايد والبرومايد لها أثر هام على ظهور حبوب الشباب إذ تزيد من حدتها. لهذا يجب الحذر من الإكثار من ملح الطعام الذي يضاف إليه عادة مركبات الايودايد.
كما أن مركبات الكورتيزون وإن كانت تفيد أحيانا بجرعة قليلة ولمدة قصيرة على تخفيف حدة حبوب الشباب، إلا أن استعمالها لفترة طويلة وبجرعة كبيرة تؤدي إلى ظهور المزيد من حبوب الشباب والمضاعفات الأخرى.
11- نظافة الجلد: إن غسل الوجه المستمر باستعمال أنواع معينة من الصابون خاصة التي تحوي مركبات الكبريت أو السالسليك قد تساعد على إزالة المواد الكيراتينيه التي تقفل مسامات الغدد الدهنية وبالتالي تساعد على تصريف الدهنيات من تحت سطح الجلد.
12-حبوب منع الحمل:حبوب منع الحمل لها تأثير مزدوج: فبعض السيدات يتحسن حالهن كثيرا مع استعمال حبوب منع الحمل وقد تختفي حبوب الشباب لفترة طويلة. أما البعض الآخر فقد يزداد أمرهن سوء.
13-الدورة الشهرية: في كثير من الحالات تزداد حالات حدة حبوب الشباب مع بداية الدورة الشهرية وأحيانا تظهر حبة أو أكثر تسبق الدورة الشهرية بوقت قليل أو ترافقها ويرجع سبب ذلك إلى أثر الهرمونات.
14-الملابس: يجب الحذر من استعمال الملابس الضيفة والخشنة مثل "ملابس الجينز" وكذلك الملابس الثقيلة والنايلون وكذلك الطواقي الضيقة إذ أنها تحجر العرق والإفرازات الأخرى وقد تزيد الحالة سوء.
15-طبيعة العمل: بعض العمال والمهنيين اللذين يتعرضون للمواد التي تساعد على قفل مسامات الغدد الدهنية مثل عمال مصافي البترول ومصانع الكيماويات وعمال الطرق قد يظهر بهم حبوب الشباب نتيجة لأثر تلك المواد.
أنواع أخرى من حبوب الشباب :
يوجد أنواع من حبوب الشباب يختلف عن النوع الذي ذكر سابقا من حيث المسببات وأماكن تواجده وكذلك العمر الذي يظهر فيه. وإن كان النوع الذي جرى شرحه سابقا هو الأكثر انتشارا ويحدث بعد فترة البلوغ إلا أن هناك أنواعا تحدث قبل البلوغ، أو في سن الشيخوخة ومن هذه الأنواع ما يلي:
1- حبوب الشباب في الأطفال :
تظهر حبوب الشباب بين الأطفال في حالات نادرة وذلك بعد الشهر الثالث من الولادة. إما على شكل بثور صغيرة أو بثور صديدية المظهر قد تستمر لعدة شهور أو سنوات. وسبب هذا النوع غير معروف.وقد تكون للعوامل الوراثية دورا في ذلك. إذ أن هذه الحبوب تظهر عادة في الأطفال من أبوين ذوي بشرة دهنية أو عانى أحدهما من حبوب الشباب في مرحلة سابقة من عمره.
ويعتقد البعض بأن لهرمون البروجسترون الذي يصل إلى الأطفال أثناء الحمل من الأمهات دورا على ظهور تلك الحبوب لاحقا.كما أن أورام الغدد الفوق كلوية لها أثر هام في ظهور حبوب الشباب بين الأطفال.
2- حبوب الشباب بين المهنيين :
يظهر هذا النوع بين بعض فئات من العمال نتيجة تعرضهم لبعض المركبات الكيماوية ومن صفات هذه الأنواع من حبوب الشباب بأنها:
1/ تحدث على أي مكان من الجسم.
2/ ليس هناك عمر معين لظهورها.
3/ التعرض لمواد كيماوية معينة.
وتظهر حبوب الشباب بين المهنيين على شكل بثور وسطها نقطة سوداء اللون وهي المادة التي قفلت فوهة الغدة الدهنية وبالتالي أدت إلى حجز المواد الدهنية تحت الجلد وسببت بذلك ظهور تلك البثور.
**** أنواع المركبات التي تؤدي لظهور حب الشباب :
هناك العديد من المواد والمركبات المختلفة التي تسبب ظهور حبوب الشباب بين بعض فئات من العمال وذلك نتيجة تعرضهم المباشر لها أو عند تلوث الملابس بتلك المركبات وهي :-
1/ مركبات البترول ومشتقاته مثل الديزل والقطران والإسفلت والزيوت.
2/ الزيوت المعدنية والحيوانية والنباتية.
3/ مركبات الكلورين.
4/ مركبات الايودايد والبرومايد.
تظهر هذه الأنواع بين عمال الديزل ومحطات التشحيم والميكانيكيين وعمال مصافي البترول وعمال الطرق وكذلك عمال مصانع الكيماويات والكهربائيين أو عمال عزل أسقف المنازل وغيرهم.
3- حبوب الشباب في المناطق الحارة:
يظهر نوع من حبوب الشباب في المناطق الحارة ذات الرطوبة النسبية المرتفعة. يظهر ذلك عادة على الظهر والصدر ونادرا ما يصيب منطقة الوجه. ويكون نوع حبوب الشباب في المناطق الحارة على شكل بثور وأكياس دهنية كبيرة الحجم أو بثور صديدية المظهر وقد تترك ندبات وتشوهات بعد إلتآمها.
ويرجع سبب هذا النوع إلى تجمع البكتيريا على سطح الجلد نتيجة للعرق المستمر. وبذلك قد تغزو تلك البكتيريا فوهات الغدد الدهنية وتؤدي إلى قفلها. والمصاب بهذا النوع من حبوب الشباب يحتاج إلى بيئة باردة مع ضرورة معالجة حبوب الشباب حتى لا تترك تشوهات بالجسم.
4-حبوب الشباب في العجائز:
يظهر نوع من حبوب الشباب بعد سن الأربعين أحيانا ويرجع ذلك نتيجة لزيادة إفرازات الغدد الفوق كلوية.